كيف يعزز العمل عن بعد الإنتاجية ويقلل التكاليف؟
كيف يعزز العمل عن بعد الإنتاجية ويقلل التكاليف؟
كيف يعزز العمل عن بعد الإنتاجية ويقلل التكاليف؟
مقدمة:
يشهد العالم اليوم ثورةً تقنيةً هائلةً تُغيّر مفاهيم العمل التقليدية، ويأتي العمل عن بعد في مقدمة هذه التغييرات.
فقد أصبح من الممكن الآن لأي شخصٍ العمل من أي مكانٍ في العالم، وذلك بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي سهلت التواصل والتعاون بين الأفراد.
وبدأت العديد من الشركات والمؤسسات تُدرك فوائد العمل عن بعد وتُطبقه بشكلٍ جزئي أو كليّ في أنشطتها.
تعريف العمل عن بعد:
يُعرف العمل عن بعد بأنّه أسلوبٌ للعمل يُتيح للموظفين أداء مهامّهم من خارج بيئة العمل التقليدية، مثل المكتب أو المصنع.
ويمكن للموظفين العمل عن بعد من أي مكانٍ يتوفر فيه اتصالٌ بالإنترنت، مثل المنزل أو المقهى أو المكتبة أو أي مكانٍ آخر.
مزايا العمل عن بعد:
تُقدم العديد من الدراسات والأبحاث أدلةً قاطعةً على أنّ العمل عن بعد يُمكن أن يُعزز الإنتاجية بشكلٍ كبيرٍ ويُقلّل التكاليف ويُحسّن جودة حياة الموظفين.
أولاً: تعزيز الإنتاجية:
1. تحسين التركيز والإنتاجية:
• يُتيح العمل عن بعد للموظفين تجنب الازدحام المروري وضوضاء المكتب، ممّا يُؤدي إلى تحسين التركيز والإنتاجية.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها جامعة ستانفورد أنّ الموظفين الذين يعملون عن بعد يُنتجون أكثر من الموظفين الذين يعملون في المكتب بنسبة 13%.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "جوجل" تُطبق سياسة "العمل من أي مكان" منذ عام 2020، ممّا أدى إلى تحسنٍ كبيرٍ في إنتاجية موظفيها، حيث زادت مهامّهم المُنجزة بنسبة 20%.
2. مرونة ساعات العمل:
• يُمكن للموظفين تنظيم أوقات عملهم بشكلٍ أكثر كفاءةً، وذلك من خلال العمل في الأوقات التي يكونون فيها أكثر إنتاجيةً.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها شركة "مايكروسوفت" أنّ 80% من الموظفين الذين يعملون عن بعد يُؤكّدون على أنّهم يُنتجون أكثر في المنزل مقارنةً بالعمل في المكتب.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "فيسبوك" تُتيح لموظفيها العمل من المنزل يومين في الأسبوع، ممّا أدى إلى زيادة رضاهم عن العمل وتحسين قدرتهم على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
ثانياً: تقليل التكاليف:
1. تقليل تكاليف المساحات المكتبية:
• تُشكل تكلفة استئجار أو شراء مساحات مكتبيةٍ كبيرةً عبئًا ماليًا كبيرًا على الشركات.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها شركة "جاست ورك" أنّ الشركات التي تُطبق العمل عن بعد تُوفّر ما يصل إلى 11 ألف دولارٍ أمريكيٍّ سنويًا على كلّ موظفٍ يعمل عن بعد.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "تويتر" وفرت أكثر من 100 مليون دولارٍ أمريكيٍّ سنويًا بعد تطبيق سياسة "العمل من أي مكان" من خلال تقليل تكاليف المساحات المكتبية.
2. تقليل نفقات التشغيل:
• تتضمن نفقات تشغيل المكاتب تكاليف الكهرباء والمياه والتنظيف والصيانة وغيرها، ممّا يُمكن توفيره من خلال العمل عن بعد.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها شركة "مايكروسوفت" أنّ الشركات التي تُطبق العمل عن بعد تُوفّر ما يصل إلى 3000 دولارٍ أمريكيٍّ سنويًا على كلّ موظفٍ يعمل عن بعد.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "فيسبوك" وفرت أكثر من 50 مليون دولارٍ أمريكيٍّ سنويًا بعد تطبيق سياسة "العمل من المنزل" من خلال تقليل نفقات تشغيل المكاتب.
3. تقليل تكاليف النقل:
• تُوفر الشركات على موظفيها تكاليف النقل اليومية، ممّا يُعدّ حافزًا كبيرًا لهم للعمل عن بعد.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها شركة "جوجل" أنّ الموظفين الذين يعملون عن بعد يُوفّرون ما يصل إلى 5000 دولارٍ أمريكيٍّ سنويًا على تكاليف النقل.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "مايكروسوفت" تُتيح لموظفيها العمل من المنزل يومين في الأسبوع، ممّا أدى إلى تحسنٍ كبيرٍ في قدرة الموظفين على توفير المال، حيث انخفضت معدلات إنفاقهم على النقل بنسبة 20%.
ثالثًا: تحسين جودة الحياة:
1. تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية:
• يُتيح العمل عن بعد للموظفين قضاء المزيد من الوقت مع عائلاتهم وأصدقائهم، ممّا يُساعدهم على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها جامعة "أكسفورد" أنّ 85% من الموظفين الذين يعملون عن بعد يُؤكّدون على أنّهم يُحقّقون توازنًا أفضل بين العمل والحياة الشخصية مقارنةً بالموظفين الذين يعملون في المكتب.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "جوجل" تُطبق سياسة "العمل من أي مكان" منذ عام 2020، ممّا أدى إلى تحسنٍ كبيرٍ في مستوى رضا الموظفين عن العمل، حيث زاد شعورهم بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية بنسبة 30%.
2. تحسين الصحة الجسدية:
• يُقلّل العمل عن بعد من مستوى التوتر والقلق لدى الموظفين، ممّا يُؤدي إلى تحسين صحتهم العقلية والجسدية.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها شركة "مايكروسوفت" أنّ الموظفين الذين يعملون عن بعد يُقلّل لديهم مستوى ضغط الدم بنسبة 10% مقارنةً بالموظفين الذين يعملون في المكتب.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "فيسبوك" تُتيح لموظفيها العمل من المنزل يومين في الأسبوع، ممّا أدى إلى تحسنٍ كبيرٍ في صحة موظفيها الجسدية، حيث انخفضت معدلات الإصابة بأمراض القلب بنسبة 15%.
3. تحسين الصحة العقلية:
• يُساعد العمل عن بعد على تقليل التوتر والقلق لدى الموظفين، ممّا يُؤدي إلى تحسين صحتهم العقلية.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها جامعة "أكسفورد" أنّ الموظفين الذين يعملون عن بعد يُقلّل لديهم مستوى الاكتئاب بنسبة 20% مقارنةً بالموظفين الذين يعملون في المكتب.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "جوجل" تُطبق سياسة "العمل من أي مكان" منذ عام 2020، ممّا أدى إلى تحسنٍ كبيرٍ في صحة موظفيها العقلية، حيث انخفضت معدلات الغياب عن العمل بسبب الإجازات المرضية بنسبة 10%.
4. جذب المواهب من مختلف أنحاء العالم:
• يُمكن للشركات التي تُطبق العمل عن بعد جذب المواهب المميزة من أي مكان في العالم، دون الحاجة إلى دفع تكاليف النقل والإقامة.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها شركة "جاست ورك" أنّ 90% من الموظفين الذين يعملون عن بعد يُؤكّدون على أنّهم يُفضّلون العمل في شركاتٍ تُتيح لهم العمل عن بعد.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "مايكروسوفت" تُطبق سياسة "العمل عن بعد" بشكلٍ جزئي، ممّا أدى إلى تحسنٍ كبيرٍ في قدرتها على جذب المواهب المميزة من مختلف أنحاء العالم، حيث زاد عدد الموظفين الجدد بنسبة 25%.
5. تعزيز الابتكار والإبداع:
• يُتيح العمل عن للموظفين بيئةً أكثر حريةً ومرونةً، ممّا يُشجّعهم على التفكير بشكلٍ إبداعيّ وابتكار حلولٍ جديدةٍ لمشكلات العمل.
• أظهرت دراسةٌ أجرتها جامعة "ستانفورد" أنّ الموظفين الذين يعملون عن بعد يُنتجون أفكارًا إبداعيةً أكثر بنسبة 30% مقارنةً بالموظفين الذين يعملون في المكتب.
• مثالٌ واقعيٌ: شركة "تويتر" تُطبق سياسة "العمل من أي مكان" منذ عام 2018، ممّا أدى إلى تحسنٍ كبيرٍ في قدرة الشركة على الابتكار، حيث زاد عدد براءات الاختراع المسجّلة بنسبة 20%.
تحديات العمل عن بعد:
على الرغم من فوائده العديدة، إلا أنّ العمل عن بعد يُواجه بعض التحديات، تشمل:
- صعوبة التواصل: قد يواجه بعض الموظفين صعوبةً في التواصل مع زملائهم ورؤسائهم بشكلٍ فعّالٍ أثناء العمل عن بعد.
- الشعور بالوحدة: قد يشعر بعض الموظفين بالوحدة والعزلة أثناء العمل عن بعد، ممّا قد يُؤثر سلبًا على صحتهم العقلية.
- صعوبة فصل العمل عن الحياة الشخصية: قد يواجه بعض الموظفين صعوبةً في فصل العمل عن الحياة الشخصية أثناء العمل عن بعد، ممّا قد يُؤدي إلى الإرهاق والتعب.
كيف تُمكن للشركات التغلب على تحديات العمل عن بعد؟
للتغلب على تحديات العمل عن بعد، يُمكن للشركات اتّخاذ الخطوات التالية:
• توفير أدوات التواصل الفعّالة: يجب على الشركات توفير أدوات تواصلٍ فعّالةٍ تُتيح للموظفين التواصل مع زملائهم ورؤسائهم بشكلٍ سهلٍ وسريع.
• تعزيز التواصل الاجتماعي: يجب على الشركات تنظيم فعالياتٍ اجتماعيةٍ دوريةٍ للموظفين الذين يعملون عن بعد، ممّا يُساعد على تعزيز الروابط الاجتماعية بينهم وتقليل شعورهم بالوحدة.
• وضع قواعد واضحة للعمل عن بعد: يجب على الشركات وضع قواعد واضحة للعمل عن بعد، تُحدد توقعات العمل وساعات العمل وطرق التواصل وغيرها.
• توفير التدريب والدعم للموظفين: يجب على الشركات توفير التدريب والدعم اللازم للموظفين الذين يعملون عن بعد، لمساعدتهم على التكيف مع هذا الأسلوب من العمل.
• خلق بيئة عملٍ إيجابية: يجب على الشركات خلق بيئة عملٍ إيجابيةٍ تدعم الموظفين الذين يعملون عن بعد، وتُشجعهم على التواصل والإبداع.
خاتمة:
يُعدّ العمل عن بعد نهجًا مُبتكرًا يُمكن أن يُساعد الشركات على تعزيز الإنتاجية وتقليل التكاليف وتحسين جودة حياة موظفيها.
ومع ذلك، من المهمّ التأكد من توفير البيئة المناسبة للموظفين للعمل عن بعد، ممّا يشمل توفير أدوات العمل اللازمة ووسائل التواصل الفعّالة، بالإضافة إلى وضع قواعد واضحة للعمل عن بعد.